يفسر علماء النفس ظاهرة الانغماس الوظيفي على أنها مبنية إلى حد كبير على نظريات الحوافز، لذلك فإنها تميل إلى التأكيد على الحاجات الفردية وإشباعها في محيط العمل هي المحددات الأساسية للانغماس الوظيفي.
ويفسر علماء الاجتماع ظاهرة الانغماس الوظيفي من خلال دراسة المعايير والقيم والأنماط الاجتماعية المختلفة، ومن هنا فإن أنسب وسيلة لبحث الانغماس الوظيفي تتم من خلال التركيز على المتغيرات الاجتماعية، مثل عملية التطبيع الاجتماعي التي تسهم في إيجاد جزء لا يتجزأ من قيم الفرد الشخصية. فالإنسان المنغمس في عمله هو الذي ينظر إلى عمله على أنه أهم جزء في حياته، وينهمك فيه على أنه غاية في حد ذاته.
مفاهيم للانغماس الوظيفي:
انغماس الذات: عرفه أولبورت بأنه عبارة عن الحالة التي يكون فيها الشخص مدفوعا بدافع البحث عن مكانة وظيفية مرموقة في عمله. ويضيف عندما يكون الشخص منهمكا باستخدام مواهبه ومستوعبا لوظيفته وله علاقات اجتماعية جيدة مع رئيسه في العمل فعند ذلك يوصف بأنه متقمص لعمله.
منغمس الأنا: يصفه فروم بأن يكون المرء منغمس الأنا في عمل أو مهمة ما إلى الحد الذي يكون فيه تقديره لذاته متأثرا بمقدار ما يدركه من مستوى أدائه.
مركزية المقدرة: يصفها كلا من فرنش وكان بأنها عبارة عن الدرجة التي يتأثر فيها تقدير الإنسان لذاته. فإذا كان العامل يعتقد أن أدائه مركزي (أو أساسي) بالنسبة له، عندئذ يمكننا القول أننا أمام أداء منغمس ذاتيا.
المشاركة وقرار الإنتاج: ربط مارش وسيمون الانغماس الوظيفي بقرار المشاركة وقرار الإنتاج. فهذان النوعان من القرارات يتأثران بكيفية تصور الإنسان للعديد من الخيارات، إذ قد ينظر الإنسان الأكثر انغماسا إلى عدد أقل من الخيارات المتاحة، وبذلك فهو يميل إلى المشاركة بحيوية أكثر في النشاطات المطلوب أداؤها في المنظمة.
بعض العوامل والظروف التنظيمية التي يمكن أن تسهم في خلق حالة الانغماس الوظيفي:
العلاقة مع زملاء العمل. هل تتسم العلاقة بين زملاء العمل بالتعاون؟
نوعية الإشراف. هل نوعية الإشراف الإداري جيدة؟
الانطباع النفسي عن العمل بشكل عام. هل للعمل أهمية معينة؟
الرضا الوظيفي.
المستوى التعليمي للوالدين.
مستوى التعليم.
القيادة بالمشاركة.
العمر.
الخبرة العمالية.
الاستقلال في أداء المهام.
المستوى الوظيفي.
التغذية الراجعة.
الفرق بين انغماس الفرد في وظيفته وانغماسه في عمله بشكل عام:
إن انغماس الفرد في وظيفة معينه تتأثر نسبيا بظروف وبيئة العمل وبمدى إسهام الوظيفة الحالية في إشباع حاجاته الأساسية. أما الانغماس في العمل بشكل عام أو أن يكون العمل شيئا مركزيا في حياة الإنسان فهو اعتقاد ذاتي عن قيمة العمل في حياة الإنسان، الأمر الذي يجعل الانغماس الوظيفي صفة للفرد يحملها معه في كل الحالات.
علاقة مفهوم الانغماس الوظيفي بمفهوم الالتزام الوظيفي:
الالتزام الوظيفي يرجع للاتجاه العام، أو الالتصاق النفسي تجاه منظمة العمل ككل، أي مدى رغبة الشخص بالبقاء كعضو في المنظمة، واستعداده لبذل مستوى عال من الجهد من أجل المنظمة، وقوة اعتقاده بقيم وأهداف المنظمة. والانغماس الوظيفي يعد أحد العوامل التي تؤثر على الالتزام الوظيفي للفرد، لذلك فقد يكون الشخص منغمسا في وظيفته دون أن يكون ملتزما للمنظمة ككل.
شروط عامة للانغماس الوظيفي:
الأفراد محفزين تحفيزا قويا.
لدى الأفراد إحساس بالتضامن مع المنظمة.
يشعر الأفراد بالفخر بعملهم.
وهناك نموذج آخر للانغماس الوظيفي حيث يشير صالح وهوسيك أن الانغماس الوظيفي هو:
درجة تطابق الفرد مع عمله. (الإدراك).
مشاركة الفرد في ذلك العمل بنشاط. (الفعل).
نظر الفرد إلى أدائه في العمل بأنه مهم لقيمته الذاتية. (الشعور).
منظورات نظرية للانغماس الوظيفي:
الانغماس الوظيفي متغير يمثل الفروق الشخصية بين الأفراد.
الانغماس الوظيفي محصلة لظروف معينة.
الانغماس الوظيفي تفاعل بين الفرد والظروف المختلفة.
صفات الموظف المنغمس ذاتيا:
يحصل على قدر معقول من التغذية الراجعة عن أدائه لعمله.
تعليقات