قانون آليات وضع الاهداف SMART في المؤسسة

يُقصد بـ "قانون آليات وضع أهداف للعمل" مجموعة المفاهيم والأطر المنهجية المتبعة عالميًا لضمان أن تكون الأهداف واضحة وواقعية ومحفزة، وليست قانونًا تشريعيًا مُحددًا. أشهر هذه الآليات وأكثرها استخداماً في بيئات العمل هو نموذج "SMART"، والذي يُعد الأسلوب الأكثر فعالية لضمان أن الأهداف قابلة للتحقيق والقياس. 🎯 الآلية المنهجية: أهداف SMART يُعد نموذج SMART الأطار المرجعي لوضع أهداف واضحة ومحددة، ويجب أن يستوفي الهدف الفعّال جميع المعايير الخمسة التالية: 

1. Specific (مُحدَّد) يجب أن يكون الهدف واضحًا ومُحددًا بدقة. الإجابة على أسئلة مثل: 

ماذا نريد أن ننجز؟

 لماذا هذا الهدف مهم؟ 

من هو المسؤول عنه؟ 

2. Measurable (قابل للقياس) يجب أن يحتوي الهدف على معيار كمّي أو نوعي يمكن استخدامه لتتبع التقدم نحو تحقيقه. الإجابة على سؤال: كم؟ أو كيف سنعرف أننا وصلنا إلى الهدف؟

 3. Achievable (قابل للتحقيق) يجب أن يكون الهدف واقعيًا وممكن التنفيذ في ظل الموارد المتاحة (وقت، ميزانية، مهارات). الإجابة على سؤال: هل هذا 

الهدف واقعي وقابل للتنفيذ؟ 4. Relevant (ذي صلة) يجب أن يتماشى الهدف مع الأهداف الأكبر للمؤسسة أو الفريق. الإجابة على سؤال:

 هل هذا الهدف مهم ويساهم في الأولويات الرئيسية للعمل؟ 

5. Time-bound (مُحدَّد بزمن) يجب أن يكون للهدف نقطة بداية ونقطة نهاية واضحة ومحددة زمنياً (تاريخ استحقاق). الإجابة على سؤال: متى سيتم الانتهاء من هذا الهدف؟ 📝 آليات أخرى شائعة بالإضافة إلى SMART، هناك آليات أخرى تُستخدم لوضع الأهداف وربطها بالنتائج: * الأهداف والنتائج الرئيسية (OKRs): هي إطار عمل لوضع أهداف طموحة ونتائج قابلة للقياس لتتبع مدى تحقيقها (مثال: الهدف: تحسين تجربة المستخدم، النتيجة الرئيسية: تخفيض معدل الارتداد بنسبة 15%). * الإدارة بالأهداف (MBO): تركز على اتفاق المدير والموظف على أهداف محددة يُطلب من الموظف تحقيقها خلال فترة معينة، مع ربطها بتقييم الأداء. الخلاصة: إن أفضل "قانون" لوضع الأهداف هو تطبيق إطار عمل SMART أو OKRs لضمان

 1. الوضوح والتركيز والمحاسبة في بيئة العمل. 

الشرح: الهدف المُحدَّد هو هدف واضح تمامًا وغير غامض. يجب أن يعرف الجميع بدقة ما هو المطلوب إنجازه، مما يقلل من سوء الفهم ويزيد من التركيز. أسئلة إرشادية: ماذا بالتحديد نريد أن ننجز؟ لماذا هذا الهدف مهم؟ من هم الأشخاص المشاركون في تحقيقه؟ أين سيتم تنفيذه؟ مثال: بدلاً من (تحسين أداء التسويق)، يكون الهدف المُحدَّد هو: (زيادة عدد الزوار الجدد لموقع الشركة عبر تحسين محركات البحث). 

2. M: قابل للقياس (Measurable)

 الشرح: يجب أن يحتوي الهدف على مقياس كمّي أو مؤشر واضح يسمح بتتبع التقدم وتحديد ما إذا كان الهدف قد تحقق أم لا. 

"ما لا يُقاس، لا يُدار". أسئلة إرشادية:

 كم سيتم إنجازه؟

 (رقم محدد) ما هي المؤشرات التي ستثبت الوصول للهدف؟

 متى سنعرف أننا وصلنا خط النهاية؟

 مثال: بدلاً من (زيادة عدد الزوار)، يكون الهدف القابل للقياس هو: (زيادة عدد الزوار الجدد لموقع الشركة من 5,000 إلى 7,000 زائر شهرياً).

 3. A: قابل للتحقيق (Achievable) 

الشرح: يجب أن يكون الهدف واقعيًا وممكن التنفيذ في ظل الموارد المتاحة (الميزانية، الوقت، الكفاءات البشرية). الهدف الطموح مقبول، لكن الهدف غير الواقعي يؤدي إلى الإحباط والفشل. أسئلة إرشادية: هل نمتلك الموارد والأدوات اللازمة للوصول للهدف؟ هل قام أشخاص آخرون بتحقيق أهداف مماثلة بنجاح؟ هل الهدف في متناول اليد إذا استثمرنا الجهد اللازم؟ مثال: (زيادة عدد الزوار من 5,000 إلى 7,000 زائر) هو هدف قابل للتحقيق، بينما (زيادة عدد الزوار من 5,000 إلى 500,000 زائر) في شهر واحد ليس كذلك. 

4. R: ذي صلة / ملائم (Relevant) 

الشرح: يجب أن يكون الهدف ذا أهمية قصوى للفرد أو الفريق، وأن يتماشى مع الرؤية والأهداف الإستراتيجية الأوسع للمؤسسة. تحقيق هذا الهدف يجب أن يساهم بوضوح في نجاح العمل. أسئلة إرشادية: هل هذا الهدف يستحق الجهد والوقت والموارد التي ستُبذل فيه؟ هل الوقت الحالي هو الوقت المناسب للتركيز على هذا الهدف؟ هل هذا الهدف يدعم الأهداف الأكبر للمؤسسة؟ مثال: الهدف (زيادة الزوار) يكون ذا صلة إذا كانت إستراتيجية الشركة تعتمد على توسيع قاعدة العملاء عبر الإنترنت.

 5. T: مُحدَّد بزمن (Time-bound)

 الشرح: يجب أن يكون للهدف إطار زمني واضح (تاريخ بداية وتاريخ نهاية). هذا يخلق شعوراً بالإلحاح ويساعد على الالتزام وقياس التقدم في المواعيد المحددة. أسئلة إرشادية: متى يجب أن يُنجز هذا الهدف بالكامل؟ ما هي المواعيد النهائية (النقاط الزمنية) للمراجعة المرحلية؟ مثال: بدلاً من (زيادة الزوار)، يكون الهدف المُحدَّد بزمن هو: (زيادة عدد الزوار الجدد لموقع الشركة عبر تحسين محركات البحث من 5,000 إلى 7,000 زائر شهرياً بحلول نهاية الربع الأول من العام المقبل). 🎯 الهدف النهائي (SMART Goal) الهدف العام: تحسين أداء التسويق. الهدف النهائي (SMART): "زيادة عدد الزوار الجدد لموقع الشركة عبر تحسين محركات البحث (S) من 5,000 إلى 7,000 زائر شهرياً (M)، وهو ما يتوافق مع استراتيجيتنا التوسعية في السوق (R)، وسيكون ذلك قابلاً للتحقيق في ظل ميزانيتنا الحالية (A)، على أن يتم الانتهاء من تحقيق هذه الزيادة بحلول نهاية الربع الأول من العام القادم (T)." لتحديد ما إذا كان الهدف مبالغاً فيه (غير واقعي أو غير قابل للتحقيق)، عليك ربطه بمعيار (A) Achievable / قابل للتحقيق من نموذج SMART. الهدف المبالغ فيه هو الهدف الذي يؤدي إلى الإرهاق والإحباط بدلاً من التحفيز، ويمكنك التعرف عليه من خلال المؤشرات التالية: 

🛑 مؤشرات الهدف المبالغ فيه 

1. تجاهل الموارد المتاحة (الميزانية والوقت) الهدف المبالغ فيه يفشل في تقييم موارده: نقص الوقت: يطلب الهدف إنجاز مهمة ضخمة في فترة زمنية قصيرة جدًا (مثل: تحقيق مبيعات سنة كاملة في شهر واحد). نقص الميزانية: يتطلب الهدف ميزانية هائلة غير متوفرة حالياً في الشركة أو لدى القسم المعني. نقص القوة البشرية/المهارات: يتطلب الهدف خبرات أو عدد موظفين غير متوفرين حالياً، ولا يوجد خطة لتوظيفهم أو تدريبهم.

 2. القفزة غير المنطقية (Unrealistic Jump) يجب أن يكون النمو تصاعدياً ومنطقياً. إذا كان الهدف يتطلب قفزة هائلة لا تتناسب مع الأداء التاريخي، فهو مبالغ فيه: الأداء التاريخي: إذا كانت الشركة تحقق نموًا سنويًا بنسبة 10%، فإن طلب نمو بنسبة 500% في عام واحد يُعد مبالغة غير مبررة. المعدلات القياسية: إذا كان هدفك أعلى بكثير من أفضل معدلات الأداء التي حققتها الشركات المنافسة أو قادة السوق في نفس الفترة الزمنية، فهو مبالغ فيه. 

3. عدم القدرة على التجزئة (No Clear Path) الأهداف القابلة للتحقيق يمكن دائماً تقسيمها إلى مهام أصغر (نقاط تفتيش) يمكن إدارتها. الغياب التام لخطة العمل: إذا لم تتمكن من تحديد الخطوات الخمس الأولى اللازمة للبدء في تحقيق الهدف، أو لا يمكن تجزئته إلى مهام أسبوعية أو شهرية منطقية، فهذا مؤشر على أنه هدف مبهم أو مبالغ فيه. 

4. الإهمال للعوامل الخارجية والداخلية المعيقة الهدف المبالغ فيه يتجاهل الواقع التشغيلي والسوقي: الوضع الداخلي: تجاهل المشكلات الداخلية الحالية (مثل أعطال المعدات، ضعف سلاسل الإمداد، أو خلافات إدارية) التي ستؤثر حتماً على الأداء. الوضع الخارجي (السوق): تجاهل العوامل الاقتصادية الخارجية (مثل الركود الاقتصادي، الأوضاع الجيوسياسية، أو القيود التنظيمية) التي تجعل تحقيق الهدف صعباً أو مستحيلاً. 💡 نصيحة للتعامل مع الهدف المبالغ فيه بدلاً من إلغاء الهدف الطموح بالكامل، يمكنك تحويله إلى هدف واقعي باتباع إحدى الطريقتين: تمديد الإطار الزمني: إذا كان الهدف جيدًا ولكنه غير واقعي في 3 أشهر، فاجعله هدفًا لمدة 6 أشهر أو 12 شهرًا. تجزئة الهدف: قسّم الهدف الكبير إلى أهداف أصغر مرحلية، بحيث يصبح الهدف المبالغ فيه هدفًا نهائيًا، وتصبح الأهداف المرحلية هي الأهداف قصيرة المدى (SMART).