في الإدارة: كن لاعباً ولا تكن حكماً
لأن اللاعب يبحث عن هدف، والحكم يبحث عن خطأ.
هذه حكمة إدارية بليغة جداً، وهي تلمس جوهر القيادة الحقيقية. الفرق بين العقليتين هو الفرق بين مدير يقود فريقه للنجاح، ومدير يدير فريقه بالخوف.
1. الفرق الجوهري في العقلية
| وجه المقارنة | المدير بعقلية "اللاعب" (القائد) | المدير بعقلية "الحكم" (المراقب) |
|---|---|---|
| التركيز الأساسي | النتيجة والهدف: كيف نصل؟ وكيف نفوز معاً؟ | الإجراءات واللوائح: هل اتبعتم الخطوات بحذافيرها؟ |
| التعامل مع الخطأ | يرى الخطأ فرصة للتعلم والتصحيح (تمريرة خاطئة يجب تعويضها). | يرى الخطأ مخالفة تستوجب العقاب (بطاقة صفراء أو حمراء). |
| العلاقة بالفريق | جزء من الفريق، يعرق معهم، ويدعمهم في الميدان. | منفصل عن الفريق، يراقبهم من "برج عاجي" ليحكم عليهم. |
| محرك العمل | الشغف، الطموح، والرغبة في الإنجاز. | الخوف من العقاب، والالتزام الحرفي بالقوانين. |
2. لماذا يجب أن تكون "لاعباً"؟
عندما تتبنى عقلية اللاعب في الإدارة، تحدث عدة أمور إيجابية:
- خلق بيئة آمنة نفسياً: الموظف الذي يعرف أن مديره يبحث عن "هدف" سيجرؤ على الابتكار وتجربة أفكار جديدة، لأنه لا يخاف من "صافرة الحكم" عند أول تعثر.
- السرعة في الإنجاز: الحكم يوقف اللعب كثيراً للتدقيق، بينما اللاعب يسعى لاستمرار اللعب وتسريع الوتيرة للوصول للمرمى.
- بناء الولاء: الموظفون يحبون القائد الذي "يناولهم الكرة" ليسجلوا الأهداف (النجاحات) باسمهم، وليس الذي ينتظر سقوطهم.
3. كيف تطبق ذلك عملياً؟
لكي تكون لاعباً وليس حكماً، جرب التالي:
- انزل للميدان: لا تدر العمل من خلف المكتب فقط، شارك فريقك التحديات وافهم صعوبات التنفيذ.
- ركز على "ماذا بعد؟": عند حدوث مشكلة، لا تسأل "من الفاعل؟" (عقلية الحكم)، بل اسأل "كيف نصلح هذا ونكمل طريقنا؟" (عقلية اللاعب).
- احتفل بالأهداف: الحكم لا يحتفل بالأهداف، هو فقط يسجلها. كن لاعباً واحتفل بكل إنجاز صغير يحققه فريقك.
💡 ملاحظة هامة:
كونك "لاعباً" لا يعني الفوضى أو غياب القوانين. اللاعب المحترف يحترم قوانين اللعبة جداً، لكنه لا يلعب "من أجل القوانين"، بل يلعب "من أجل الفوز" في إطار القوانين.
هل ترغب في أن نناقش موقفاً إدارياً محدداً واجهته ونحلل كيف يمكن التصرف فيه بعقلية "اللاعب"؟


0 comments:
إرسال تعليق